يا جامل ويا دهبلي: الرئيس العليمي رمز للسيادة وما جرى يستدعي الاعتذار الرسمي

د. الفت الدبعي:

قد يكون تصويب مسار العمل السياسي اليمني المهمة الأولى للقوى السياسية اليمنية، وهي الأهم إن أرادت النجاة بنفسها، وليس فقط بالبلاد، من المستقبل المجهول الذي ينتظرها.

لم يورث العقل السياسي اليمني لكوادره على مدى عقود إلا الحقد، وعند كل أزمة عصفت بالبلاد أخذ يراكمه إلى أن رسخه في ذهنية كوادره كمسلمة لا تقبل النقاش: أن الموقف الصحيح هو حيث القوة السياسية التي ينتمون إليها، أما البقية فلا يجب اللقاء معها عند أي طريق.

وقد حان الوقت للتحرر من هذا الإرث. في المصالح الوطنية تلتقي كل القوى السياسية، لا كشعار فقط، بل بعمل منظم يحافظ على هذه المصلحة، باعتبارها ثوابت يقوم برنامج كل حزب على الحفاظ عليها.

التفاهم والتواصل والتحالفات والعمل المشترك هو أساس العمل السياسي، وفي ظل الظروف الصعبة تزداد أهميته وضرورته الملحة. أن تحتفل كل المكونات السياسية الحزبية في مناسباتها الخاصة شيء مهم على الصعيد الوطني، لأن الأحزاب والمكونات السياسية يجب أن تستنهض وتوظف قواها وأعضائها في معركة التغيير الوطني، بل يجب أن تكون كذلك. لكن أن يتخلل هذه الفعاليات السياسية ممارسات تنتقص من مكانة الرمزية السيادية على المستوى الوطني فهذه تصرفات حمقاء خالية من المسؤولية الوطنية فيما يتعلق برمزية السلطة والدولة، ناهيك عن كونها تعكس حقيقة أن من يمارسها خالٍ من أي ذكاء سياسي، وفي نفس الوقت يفتقر للبديهيات في أخلاق السياسة وعلم السيادة الوطنية.

بيت القصيد: أتحدث عن حق المكتب السياسي والمؤتمر الشعبي العام أن يحتفلوا اليوم في نادي تعز السياحي بمناسبة ذكرى 2 ديسمبر 2017م. لكن السؤال المهم: من منح لهؤلاء الحق في إسقاط صورة د. رشاد العليمي من واجهة المنصة الرئيسية؟ هذه الصورة وضعتها السلطة المحلية كرمز ثابت يعبر عن احترام سيادة الدولة في كل الأحوال وفي كل المناسبات التي تنظمها مختلف الأحزاب والمكونات السياسية، مثلما كانت صورة هادي من قبل في نفس المكان، وكانت صورة صالح في ظل حكمه في نفس المكان تعبر عن رمز لسيادة الدولة أو السيادة الوطنية، ولا تعبر عن شخص الإنسان.

صحيح أن من حق قيادة المكتب السياسي والمؤتمر الشعبي في تعز أن تضع في حفلها المشترك صورة صالح والزوكا في المنصة، لكن ليس من حقهم إسقاط صورة رئيس الدولة من مكانها في رأس المنصة. هذا تصرف يعكس أزمة هذه القيادات السياسية مع مفهوم السيادة الوطنية وسيادة الدولة، وكان الأجدر بضيوف الحفل أن ينسحبوا من داخل القاعة.

ما جرى اليوم في نادي تعز يستدعي بيان اعتذار رسمي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى